أسباب بحة الصوت المفاجئة

أسباب بحة الصوت المفاجئة

تعد بحة الصوت من الحالات التي قد يعاني منها الأفراد بشكل مفاجئ، وقد تكون هذه الحالة غير مريحة في بعض الأحيان، خاصة عندما تؤثر على قدرة الشخص على التواصل بشكل فعال. تُعد بحة الصوت اضطرابًا في النبرة أو الصوت، حيث يصبح الصوت خشنًا أو مبحوحًا أو غير واضح. يحدث ذلك نتيجة لتغيير في طبيعة الصوت نتيجة لعدد من الأسباب، التي تتراوح بين التغيرات المؤقتة التي يمكن أن تزول بعد فترة قصيرة، إلى حالات قد تتطلب علاجًا طبيًا. سنتناول في هذا المقال الأسباب الرئيسية لبحة الصوت المفاجئة، وأعراضها، وطرق التشخيص والعلاج المتاحة.

ما هي بحة الصوت؟

بحة الصوت هي تغيير في خصائص الصوت يجعل الصوت يبدو خشنًا أو ضعيفًا أو متقطعًا. يمكن أن تكون بحة الصوت ناتجة عن عدة عوامل، وقد تصاحبها أعراض أخرى مثل ألم في الحلق أو صعوبة في التنفس أو بلغم. وبحة الصوت تحدث نتيجة لاضطراب في الحبال الصوتية، التي تقع في الحنجرة (الحنجرة هي العضو الذي ينتج الصوت). هذه الحبال الصوتية هي عبارة عن عضلات مغطاة بغشاء مخاطي مرن. أي التهاب أو إصابة أو جفاف يصيب هذه الأنسجة يمكن أن يؤدي إلى بحة الصوت.

أسباب بحة الصوت المفاجئة

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى بحة الصوت المفاجئة، وقد تكون هذه الأسباب تتعلق بالحالة الصحية العامة للشخص أو بتأثيرات خارجية مؤقتة. في هذا القسم، سنتناول الأسباب الشائعة لبحة الصوت المفاجئة:

1. التهاب الحنجرة (Laryngitis)

يعد التهاب الحنجرة من الأسباب الأكثر شيوعًا لبحة الصوت المفاجئة. يحدث التهاب الحنجرة عندما تصاب الحبال الصوتية بالتهاب نتيجة لعدة عوامل مثل:

• عدوى فيروسية: غالبًا ما يكون التهاب الحنجرة نتيجة لعدوى فيروسية مرتبطة بنزلات البرد أو الأنفلونزا.

• عدوى بكتيرية: في بعض الحالات، قد تحدث عدوى بكتيرية تؤدي إلى التهاب الحنجرة، ولكن هذه الحالة أقل شيوعًا.

• التعرض للمواد المهيجة: مثل دخان السجائر أو المواد الكيميائية أو الغبار.

تتمثل أعراض التهاب الحنجرة في بحة الصوت، وصعوبة في التحدث، والشعور بألم في الحلق، وفي بعض الأحيان، قد يصاحبها سعال جاف.

2. التعرض للإجهاد الصوتي (Voice Strain)

الإجهاد الصوتي هو أحد الأسباب الشائعة لبحة الصوت، ويمكن أن يحدث عندما يتعرض الشخص لمجهود زائد في استخدام صوته. يحدث ذلك بشكل خاص بين الأشخاص الذين يعتمدون على الصوت بشكل كبير في حياتهم اليومية مثل المدرسين، والمغنين، والمحاضرين، والمتحدثين العامين. يمكن أن يحدث الإجهاد الصوتي نتيجة:

• التحدث بصوت عالٍ لفترات طويلة.

• التحدث في بيئات صاخبة.

• استخدام الصوت بشكل غير صحيح مثل التحدث بطريقة مشدودة أو غير طبيعية.

من المهم أن يكون الصوت طبيعيًا وأن يتم إعطاء الحبال الصوتية الراحة الكافية بعد استخدامها لفترات طويلة لتجنب التهيج والإصابات.

3. الحموضة المعوية (الارتجاع المعدي المريئي)

الحموضة المعوية أو ما يعرف بالارتجاع المعدي المريئي (GERD) هي حالة تتسبب في ارتجاع الحمض المعدي إلى المريء، مما يؤدي إلى تهيج الحنجرة والحبال الصوتية. في الحالات المتقدمة، يمكن أن يتسبب هذا الارتجاع في التهاب الحنجرة وزيادة احتمالية حدوث بحة الصوت. يمكن أن يصاحب هذه الحالة أعراض أخرى مثل حرقة المعدة وألم في الصدر.

4. الأمراض التنفسية العلوية

يمكن أن تسبب التهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا أو التهاب الجيوب الأنفية، بحة صوت مفاجئة. في هذه الحالات، يتعرض الحلق والحنجرة للتهيج نتيجة للفيروسات أو البكتيريا المسببة للعدوى. وقد يصاحب هذه الحالات أعراض أخرى مثل السعال، والرشح، وآلام الحلق، واحتقان الأنف.

5. السرطان

على الرغم من كونه سببًا نادرًا، فإن سرطان الحنجرة يمكن أن يتسبب في بحة الصوت المفاجئة. يظهر السرطان في الحبال الصوتية أو في الأنسجة المحيطة بها، مما يؤدي إلى تغييرات في الصوت وصعوبة في النطق. قد يصاحب هذه الحالة أعراض أخرى مثل فقدان الوزن غير المبرر، وصعوبة في البلع، وألم مستمر في الحلق.

6. الجيوب الأنفية والتهاب الجيوب الأنفية المزمن

قد تؤدي التهابات الجيوب الأنفية المزمنة إلى تراكم المخاط في الحلق والحنجرة، مما يسبب بحة في الصوت. يكون هذا النوع من الالتهابات مزمنًا وقد يتسبب في انسداد الأنف والشعور بالضغط في الوجه، مما يزيد من صعوبة التنفس ويسهم في تهيج الحبال الصوتية.

7. الحساسية

الأشخاص الذين يعانون من حساسية موسمية أو مزمنة قد يلاحظون بحة الصوت المفاجئة نتيجة للتفاعل مع المهيجات مثل الغبار أو حبوب اللقاح أو العفن. يمكن أن تؤدي هذه المواد إلى تهيج في الحنجرة وتسبب التهابًا طفيفًا يؤدي إلى تغيير في الصوت.

8. التعرض للمهيجات البيئية

تعد الملوثات البيئية مثل الدخان والهواء الجاف والمواد الكيميائية المهيجة من العوامل التي قد تؤدي إلى بحة الصوت المفاجئة. يمكن أن تؤثر هذه المواد على الحبال الصوتية وتسبب التهابًا يؤدي إلى تشويش الصوت. من المهم الابتعاد عن هذه المهيجات لتجنب الإصابة.

9. الإصابات المباشرة للحنجرة

الإصابات المباشرة للحنجرة، مثل الضربات أو السقوط، قد تؤدي إلى تلف الأنسجة المحيطة بالحبال الصوتية، مما يتسبب في بحة الصوت. في بعض الحالات، قد يكون هذا النوع من الإصابات خطيرًا ويستلزم علاجًا طارئًا.

10. التغيرات الهرمونية

التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث أثناء الحمل أو فترة البلوغ أو انقطاع الطمث، يمكن أن تؤثر على الصوت. قد تؤدي هذه التغيرات إلى ضعف الحبال الصوتية أو تغيرات في النغمة الصوتية، مما يؤدي إلى بحة مؤقتة.

كيفية تشخيص بحة الصوت

لتشخيص سبب بحة الصوت، يعتمد الأطباء على التاريخ الطبي الكامل للمريض، بالإضافة إلى فحص دقيق للحنجرة. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر إجراء اختبارات إضافية مثل:

• تنظير الحنجرة: لتقييم الحبال الصوتية والحالة العامة للحنجرة.

• التصوير بالأشعة السينية: لفحص وجود أي أورام أو مشاكل في الأنسجة المحيطة بالحنجرة.

• اختبارات الدم: لتحديد وجود أي عدوى أو اضطرابات صحية أخرى.

• اختبارات الحساسية: لتحديد ما إذا كانت الحساسية هي السبب وراء بحة الصوت.

علاج بحة الصوت

يعتمد العلاج على السبب الكامن وراء بحة الصوت. في حالة التهاب الحنجرة الفيروسي، قد تكون الراحة الصوتية هي العلاج الأساسي، حيث يُنصح الشخص بتقليل التحدث قدر الإمكان واستخدام مرطبات للحلق. في الحالات الأخرى مثل الارتجاع المعدي المريئي أو الحساسية، قد يتطلب العلاج تناول أدوية خاصة مثل مثبطات الحموضة أو مضادات الهيستامين.

إذا كانت بحة الصوت ناتجة عن إصابة أو سرطان، فقد يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا أكثر تعقيدًا مثل العلاج الجراحي أو الإشعاعي. في جميع الحالات، يعتبر التشخيص المبكر أساسًا لتحسين فرص العلاج السريع والفعال.

الخلاصة

إن بحة الصوت المفاجئة هي حالة قد تحدث نتيجة لعدة أسباب، بدءًا من التهابات فيروسية أو بكتيرية، مرورًا بمشاكل متعلقة باستخدام الصوت بشكل غير صحيح، وصولًا إلى الحالات الأكثر خطورة مثل السرطان. من الضروري التعرف على السبب الكامن وراء بحة الصوت وطلب العلاج المناسب لتجنب المضاعفات التي قد تؤثر على قدرة الشخص على التحدث.